--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حكاية السيجارة طويلة, فنباتها يبدأ من بذرة ضئيلة, والنبات الواحد يستطيع أن ينتج أكثر من مليون بذرة, ولقد استمر على مر العصور في دراسة هذا النبات...
فورقة هذا النبات هي مصدر الخامة التي تصنع منها السيجارة أو السيجار, وما يدخن على النرجيلة أو الغليون, ولذلك لكل ورقة درجة حتى ولو كانت الورقة من نفس الأرض والنبات, فتصنف ثم تعلق لتجف .
ولكل لون نكهة لاتظهر الإ بعد مرور أوراق النبات في مراحل ثلاث تعرف باسم ((المعالجة))((والتخمير)) ثم ((التعتيق)) الذي قد يستمر أربع أو خمس سنوات فيصبح تبغاً معتقاً ! فأوراق التبغ التي تترك لتجف في الشمس, لا تصلح لصناعة السجائر بل تصلح فقط للمضغ نظراً لحلاوتها, أما تبغ السجائر فيجفف بهواء ساخن ومدخن .
وتلك المعالجة للتبغ قد اخترعها زنجي يدعى ((ستيفن)) فقد كان يرعى معالجة التبغ الخام بمزرعة في ولاية نورث كارولينا الامريكية, وبينما هو في كده وتعبه أخذته اغفاءة طويلة, وبعدها صحا من نومه ليجد النار الموقدة قد خمدت, وخاف أن يأتي سيده على غرة ويقع تحت طائلة عقاب شديد, فأسرع الى كومة فحم وأخذ منها بقدر ما يعيد إلى الخشب اشتعاله, وإذا بدخان الفحم يحدث تغيراً مثيراً في لون أوراق التبغ البنية السيئة, فيحولها الى صفراء ذهبية بهيجة, فاستمر الزنجي بدخان الفحم, وقد سعد السيد بتلك النتيجة الهائلة.
ما تحتويــــــه سيجــارة
من المعلوم اليوم أن دخان التبغ يحتوي على الكثير من المواد الكيميائية الضارة والسامة يقدر البعض ذلك ما بين 4000 إلى 6000 مادة. منها على الأقل 40 مادة من مسببات السرطان عند الإنسان ،
وقد نشر في مجلة التايم الأمريكية (The Time), في 10 فبراير من سنة 2000 ، أن شركات التبغ اعترفت بإضافة 600 مادة من المواد الكيميائية من مكونات الدخان ومن الأصباغ في السجائر،
أهم المواد الداخلة في تركيب السجائر
* القطران ( القار)
عندما يستنشق المدخن دخان السيجارة فإن المواد العالقة في الدخان تبدأ بالترسب في باطن الرئة (على جدران الشعب والشعيبات والحويصلات الهوائية) وأهم هذه المواد المترسبة مادة القطران. التي تحمل معها العديد من المواد الكيميائية من مكونات الدخان الأخرى إلى داخل الرئة ومنها إلى بقية الجسم. هذه المادة عبارة عن حبيبات سوداء متناهية في الصغر, وهي أثقل من الهواء, تترسب على جدران الشعيبات الهوائية فتمنع الشعيرات المبطنة لمجاري الهواء من أداء وظيفتها - حيث تصيبها بالشلل التام - وهي تنظيف مجاري الهواء من البلغم ومن أي مواد أو عوالق قد تدخل مع الهواء المستنشق. وهذا بالتالي يؤدي إلى احتقان هذه المواد مع البلغم المتراكم في داخل الشعيبات الهوائية مما يعرض إلى الإصابة بالتهابات شعبية ورئوية حادة أو مزمنة.
كذلك من المعروف الآن أن مادة القطران في دخان السجائر هي أحد مسببات سرطان الرئة وسرطان الحلق والأحبال الصوتية. وتعمل على الترسب في الشفاه والأسنان وتحت الأظافر فتغير ألوانها. وتتسبب مادة القطران في إضعاف جهاز المناعة عند المدخن، مما يكون له أسوأ الأثر في إمكانية مكافحة الأمراض وبالتالي تعرض الجسم للعلل المختلفة.
* النيكوتين (nicotine)
هذه هي المادة الكيميائية الأساسية المسؤولة عن التسبب في إدمان تدخين السجائر. بل إن العديد من الدراسات تؤكد أن مادة النيكوتين في السجائر لا تقل خطورة وحدة في التسبب في الإدمان من المخدرات الأخرى كالكوكايين والهيروين.
حينما يبدأ المدخن باستنشاق السيجارة فان النيكوتين الداخل عن طريق الرئتين يمتص إلى الدم وفي غضون ثمانية ثواني يصل النيكوتين إلى المخ وعندها يشعر المدخن المزمن بالراحة وهدوء الأعصاب. وهذا هو المؤشر على وجود الإدمان. بحيث لو أن المدخن تأخر عن الموعد المعتاد لتناول السيجارة فان الجسم يبدأ بالتململ وتظهر على المدخن آثار القلق والارتباك وعدم الارتياح, وكلما زادت مدة التأخير كلما زادت حدة هذه الأعراض. حتى ينهي المدخن هذا الشعور باللجوء إلى التدخين وأخذ جرعة من النيكوتين لتعوض النقص المترتب على التأخير في تناول النيكوتين. وهل يكون هذا سوى الإ دمان. من هنا قد يظن البعض أن التدخين سبب من أسباب راحة الجسم ولكن ينسى هؤلاء أن السبب في ظهور هذه الأعراض - وتسمى أعراض الانسحاب أو الحنين - هو إدمان التدخين (النيكوتين) أصلا.
كذلك يسبب النيكوتين في دخان السجائر زيادة في معدل ضربات القلب, ومعدل ضغط الدم, ويسبب تقلص الأوعية الدموية في الجسم وبالأخص الشرايين, مما يعني أن على القلب أن يضخ الدم بصورة أقوى حتى يستطيع أن يوفي بحاجة الجسم من الغذاء والأكسجين. وهذا مما يتعب ويرهق القلب حتما مع مضي الزمن. كما تعمل مادة النيكوتين على الترسب في الشفاه والأسنان وتحت الأظافر فتغير ألوانها.
ويؤدي النيكوتين في دخان التبغ إلى زيادة قدرة الصفائح الدموية على التجمع والالتصاق والتخثر، وهذا أمر له خطورته لأن هذا الأمر يساعد على سرعة وسهولة تجلط الدم، وقد تحدث التجلطات نتيجة لذلك في الساقين والقدمين, أو في شرايين القلب التاجية, أو حتى في المخ. وعند النساء المدخنات يؤدي النيكوتين إلى إضعاف قدرة جسم المرأة على تصنيع وإفراز هرمون الإستروجين، مما يسبب اضطراب ثم توقف الدورة الشهرية مبكرا, والوصول المبكر لسن اليأس.* أول أكسيد الكربون ( carbon monoxide)وهو مادة غازية سامة تنبعث مع دخان السجائر ومن عادم السيارات وهي مادة الاحتراق الأولية. يقوم هذا الغاز على إضعاف قدرة الخلايا الحمراء في الدم على حمل الأكسجين وتوصيله إلى خلايا الجسم المختلفة والتي لا تعيش إلا به. حيث يحل غاز أول أكسيد الكربون محل الأكسجين في خلايا الدم الحمراء وذلك بعد طرد الأكسجين منها. حيث أن قدرة دخول هذا الغاز إلى داخل الخلايا الحمراء تفوق قدرة الأكسجين على ذلك بنحو 200 مرة. هذا علاوة على أن غاز أول أكسيد الكربون يتسبب في تلف جدران أوعية الدم، وخصوصا الشرايين. وعند المدخن المزمن يوجد ما لا يقل عن 15% من مجموع الخلايا الحمراء متشبعة بهذه المادة بدلا من الأكسجين في أي وقت من الأوقات.* مادة الأسيتون
تستخدم كمادة مذيبة أو مزيلة للأصباغ. كما في مزيل الأصباغ عن الأظافر مثلا.
* مادة الأمونيا ( ammonia)تضاف هذه المادة للسجائر عادة للحصول على النكهة. ولها وظيفة أخرى تكمن في أنها تساعد على سرعة وزيادة ذوبان مادة النيكوتين في الدخان بحيث تسهل بعد ذلك عملية امتصاص النيكوتين إلى الدم وبدئ مفعوله المدمر. يتواجد النيكوتين طبيعيا على هيئتين كيميائيتين الحامض والقلوي. فحينما تضاف مادة الأمونيا إلى النيكوتين يتحول النيكوتين من الحالة الحامضة إلى الحالة القلوية, وهذا يساعد على تحويل مادة النيكوتين إلى الحالة الغازية في دخان السجائر مما يعمل على وصول النيكوتين إلى داخل الرئتين بسهولة, وبالتالي سرعة امتصاصه إلى الدم وانتشاره إلى أعضاء الجسم المختلفة.* مادة البنزين
من المواد الصناعية المستخدمة في الأصباغ وفي صناعة بعض مواد البلاستيك والمطاط الصناعي والوقود. وهذه احدى المواد المسببة لسرطان الدم ( اللوكيميا ).
* عنصر الكادميوم ( cadmium)من العناصر السامة جدا, ويدخل في صناعة البطاريات. وخطورة هذه المادة أكبر أو أشد إذا ما تعاطاها الإنسان عن طريق الاستنشاق بالمقارنة مع تعاطيها عن طريق الفم. حيث أنه قد ينجم عن تعاطيها ضرر للكلى. مع زيادة احتمال الإصابة بسرطان الرئة والبروستاتا.* مادة الفورمالديهايد
مادة معقمة تستخدم للحفاظ على الأجساد الميتة من التعفن, أو لتعقيم الأدوات الطبية. وهي من مسببات السرطان. وقد تسبب بعض الإضرابات في الجهاز التنفسي والجهاز المعوي.* مادة سيانيد الهيدروجين
وهذه من أكثر المواد في دخان السجائر سمية. وهي مادة قاتلة إذا ما أخذت بجرعة معينة.
* عنصر الرصاص
مادة اخرى من المواد السامة الداخلة في مكونات دخان التبغ. وتؤثر على الجهاز العصبي المركزي (المخ) والأعصاب الطرفية وقد تصيبها بالشلل. كذلك فقد تضر بالكلى وبخلايا الدم الحمراء وتتسبب في الإصابة بفقر الدم (الأنيميا). وتؤثر على التطور الذهني عند الأطفال, فتسبب بعض التخلف العقلي.
* عنصر الزئبق
التعرض لهذا العنصر يضر بالأعصاب الطرفية فيصيب الأطراف بالرعاش وفقدان التوازن, ويضعف الذاكرة. ويضر بالكلى.* مادة الميثانول( methanol)
وهي مادة كحولية سامة. حيث تؤدي عند التسمم بها إلى الإصابة بما يشبه الجنون,ثم العمى, ثم الموت.
حكم تدخين السجائر - الشيخ ابن عثيمين
سؤال : سُئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين _ رحمهُ الله تعالى _ عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية السابق ، هذا السؤال : أرجو من سماحتكم بيان حكم شرب الدخان والشيشة مع ذكر الأدلة على ذلك ؟
جــــــــواب : شرب الدخان محرّم وكذلك الشيشة ، والدليل على ذلك قولهُ _ تعالى _ { ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً } ( سورة النساء ، الآية 29). وقولهُ تعالى _:{ ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة } ( سورة البقرة ، الآية 195) . وقد ثبت في الطب أن تناول هذه الأشياء مضر، وإذا كان مضراً كان حراماً ، ودليل آخر قولهُ _ تعالى _ { ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما } ( سورة النساء ، الآية 5 ) . فنهى عن إتيان السفهاء أموالنا ، لأنهم يبذرونها ويفسدونها ولا ريب أن بذل الأموال في شراء الدخان والشيشة أنهُ تبذير وإفساد لها ، فيكون منهيّا عنه بدلالة هذه الآية ومن السنة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن إضاعة المال ، وبذل الأموال في هذه المشروبات ( الشيشة والسجائر ) من إضاعة المال . ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لا ضرر ولا ضرار )) وتناول هذه الأشياء موجب للضرر ولأن هذه الأشياء توجب للإنسان أن يتعلق بها فإذا فقدها ضاق صدره وضاقت عليه الدنيا فأدخل على نفسه أشياء هو في غنى عنها(
مخطط الأضرار الصحية للتدخين
العلاقة بين التدخين وسرطان الرئــــة
سرطان الرئة مرض خبيث، له علاقة أكيدة وثابتة بالتدخين، وفي جميع الدول التي تتاح فيها إحصائات موثوق بها لوحظ إزدياد واضح في الوفيات الناتجة عن الإصابة بسرطان الرئة في العقود الأخيرة....
وتزداد حالات الإصابة بين الرجال عنها بين النساء
وفي كل الدول تبعت الزيادة تدخين السجاير بين الرجال وفيما بعد بين النساء. تبين في أكثر من ثلاثين دراسة في كندا أو المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية أن التعرض لخطر الإصابة بسرطان الرئة يزداد زيادة مطردة مع عدد السجاير المدخنة ويزداد ذلك بين الذين يدخنون بشراهة بنسبة تترواح بين 15-30 مرة عنها بين من لايدخنون.
وقد اتضح أيضاً أن التعرض للخطر يزداد باستنشاق الدخان، وكذلك كلما كان التدخين في سن مبكرة، ويأخذ أنفاساً من كل سيجارة، وبإبقاء السيجارة في الفم بين كل من يستنشق فيها الدخان وكذلك بإعادة إشعال السيجارة التي دخن نصفها، واتضحت العلاقة بالتجربة بين الرجال والنساء على السواء، ولكن لوحظ أن المعدلات أقل بين النساء اللائي يستهلكن نفس القدر من السجائر عنها بين الرجال.
وقد أثبت علماء كبار أن دخان التبغ يحتوي على البولونيوم وهو عنصر مشع، وله تأثيره في إحداث سرطانات الرئة، وكذلك قطران التبغ له دور في إحداث سرطان الرئة، وقد قام عدة أطباء بدهن جلود الأرانب بالقطران، وفي مدة سنة أو سنتين ظهر السرطان على جلود الحيوانات فقتلها.