أميل إلى الاعتقاد أن ثمة فارقاً بين من يتخذ (الكَرَب) بفتح الكاف والراء كلعبة أو تسلية وبين من يميل إلى لعب "الكعابة". والأولى (الكَرَب) عبارة عن قاعدة جريد النخيل، تقلّم وتشذب وتُعطى للطفل كي يربطها بحبل ويتخذها بعيراً بعد أن يثبت فوق ظهرها مسامير لتوثيق الأحمال وربطها. والمشاهد أن ممارسي تلك اللعبة كانوا من أسَر عاملة متوسطي الحال أو منخفضيها. أما أبناء الأثرياء فإنهم يميلون إلى "الكعابة". والأولى تمثل انعكاس الكد والكدح والثانية تمثل الترف وسعة الحال.
والكعابة تشبه العملة النادرة..! إذ يتوجب على المجتمع آنذاك ذبح خروف كي يحصل على كعبين - واحد أيمن والآخر أيسر.
والكعابة لها أسماء - بدليل شيوع استعمالها في الجزيرة العربية - فأهل الحجاز يسمونها "كبوش"، وأهل الكويت والعراق يعرفونها ب.."تشعاب" أو"جعاب" - ثلاث نقاط تحت الجيم.
وفي القصيم وربما في مناطق أخرى من نجد يسمونها "كعابه" والبعض يقول "طزقا" والواحدة "طزقا". "وكانوا يملؤون تجويفها بالرصاص المذاب كي يصيب الكعب "صول" عند حذفه على الصفوف "يرقش" أكبر عدد من الكعابة في حذفة واحدة (مثل لعبة البولنج)...!
وعامل الندرة في الاقتصاد يجعل الكعابة غالية الثمن، وحيازة الكثير منها صعبة، وتوفيرها محلياً يتطلب ذبح الكثير من الخراف، وهذا لا يتيسر إلا في مواسم الأضحية.
أقول لو أن اللعبة لازالت شائعة لصنّعت الصين نوعاً بلاستيكياً من الكعابة كي يأتي رخيصاً ... ! وملائماً لجيوب العامة. ولا حاجة الى انتظار الذبح فى المواسم .
__________________
عظمـة عقلكـ تخـلق لكـ الحسـآد
وعظمة قلبكـ تخلق لكـ الأصدقاء