المدير العام المدير العام
عدد الرسائل : 384 العمر : 36 الموقع : تايــــــه في زمن النسيــــــــان المزاج : رايــــــــــــــــــــــــق عارض طاقه : مزاجــي : تاريخ التسجيل : 10/04/2008
| موضوع: حكايا... ليست للسرد الجمعة مايو 30, 2008 6:03 am | |
| أحداثٌ نمر بها...
أو ربما...
أحداثٌ تمر بنا...
تحيك لنا تفاصيل حكايا...
منها ما نتذكره..
و منها ما ننساه..
و منها ما يظل عالقاً بأذهاننا...
و هي..
تلك الحكايا التي ليست للسرد..
بل..
لنتذكرها...
و نحاول معها أن ننساها..!
حكاية...
بين دفّتي التاريخ..
بفصولٍ كثيرة...
متشعبة...
مثيرة...
و لكن..
ظلّت صفحاتٌ منها..
خالية..
بلا سطور..
و لا تفاصيل..
تحمل بين ثناياها..
همساتٍ..
تروي حكايا.. ليست للسرد..
}}الحكاية الأولى{{
غريبين...
كانا..
كلٌ منهما لا يدرك وجود الآخر...
و بطريقةٍ ما...
إلتقيا في لحظةٍ حيث إلتقى دربيهما في نقطة..
و قرر لهما القدر بعدها المضي معاً...
مضيا..
و مضى الدهر بهما...
و لكن..
غريبين كانا..
و غريبين ما يزالان..
و بين نقطةٍ كانت..
و نقطة ستكون..
حكاية..
بتفاصيلها..
حكاية.. ليست للسرد...
}}الحكاية الثانية{{
في ظلالٍ متراقصٍ لشمعةٍ باهته...
و حيث إرتمى الجسد المتهالك لذاك العجوز المريض...
تفكّر هي به..
و تتمنى لو أن طريق العودة بها الى البيت يطويه الوقت لتجد نفسها عنده..
المطر المتهاطل يبطّئ من سير الحافله...
و قد بللها...
فإلتصقت خصلات شعرها ببعضها البعض..
و التصق قميصها بجسدها...
مبرزاً تفاصيلها المثيرة...
تحاول أن تستر جسدها الذي يكاد يكون عارياً..
و لكن..
ليس هذا ما يشغل ذهنها الآن...
بل ما يشغلها..
هو ذاك العجوز المريض الذي ينتظر زجاجة الدواء التي بين يديها الآن..
و بتفكيرها ذاك...
كانت ترنو بنظرها للخارج..
دون أن تلحظ نظرات سائق الحافلة الخاوية إلا منها...
طال الطريق..
و ازدادت حدة المطر..
و ازدادت معها نظرات ذاك السائق...
و معها...
إستيقظ وحشٌ كاسرٌ كان كامنٌ في صدر ذاك السائق...
****
وصلت الى البيت..
مبلولة الوجنتين...
مشعثة الشعر...
راجفه..
واجفه..
بيدها زجاجة الدواء...
تحمل بين جنبات صدرها اماني بأن العجوز مازال حياً بإنتظار الدواء...
و بين ثناياها الخفيّة...
تحمل حكاية... ليست للسرد....
}}الحكاية الثالثة{{
يمسك يدها...
يضغط على أصابعها...
و ترتجف هي عند كتفه...
كلما التفت اليها.. رأى شفتاها تتمتمان...
و ما ان يكاد ان يتكلم معها.. يسمعها تلهج بالذكر هامسة...
و عيناها تموجان بدمعٍ يرفض النزول...
ما أجملها..
ما أحلاها..
ما أغلاها...
كم يتوق لأن يسعدها...
و يضغط على يدها من جديد...
جرس المناداه في العيادة يصيح بإسمها و رقم غرفة الطبيبة..
تجزع واجفه...
و تضغط هي على ذراعه التي تلامس ذراعها..
و تفزّ واقفه..
إنه دورنا...
فيقف بقربها...
و يسند جسدها الراجف بجسده..
و يلف ذراعٍ صلبٍ حولها..
و يتوجهان.. سويّاً الى غرفة الطبيبة...
دخلا..
و إبتسامةٍ مشرقة تستقبلهما بها الطبيبة...
ما إن شاهدتهما يغلقان الباب حتى نهضت من كرسيها و التفّت حول مكتبها..
و تلقّفت يد مريضتها من يد زوجها...
و ضغطت عليها.. و قالت..
أخيرا.. بعد 15 سنة من العلاج و المحاولات .. أقول لكِ مبروك.. انتي حامل في الأسبوع السادس..
و كما لو أن تلك الكلمات كانت إعلان النزول لدموعها التي أبت أن تنزل.. و أبت أن ترحل...
فهطلت دموعها.. و لهج لسانها بالذكر..
و خرّ الزوج ساجدا لله عز وجل.. شكرا و حمدا..
15سنة...
15 سنة هي مدة تفاصيل رحلة العلاج.. رحلة العذاب...
رحلة الهبوط و الصعود..
رحلة الأمل و اليأس..
تفاصيل كثيرة...
و دموع..
لم تعد تهم الآن..
ما يهم الآن هو القادم.. الآتي...
المستقبل..
الفرح قادم..
لأن التفاصيل تلك..
التفاصيل الأليمة..
باتت قديمة...
باتت تفاصيل لحكاية...
ليست للسرد..
حكايا.. ليست للسرد...
منها ما نذكره.. و منها ما نتحاشاه...
حكايا كانت..
فقط لنتذكرها...
لنستوعبها...
قد تحمل بين ثناياها حكمة..
من الأمس..
أو لليوم...
أو للغد..
| |
|
اسيـــ الحب ـــر عضو ذهبي
عدد الرسائل : 427 عارض طاقه : مزاجــي : تاريخ التسجيل : 13/05/2008
| موضوع: رد: حكايا... ليست للسرد الإثنين يونيو 02, 2008 10:17 am | |
| مشكووووووور حياتي | |
|
عمار عضو برونزي
عدد الرسائل : 131 عارض طاقه : تاريخ التسجيل : 12/05/2008
| موضوع: رد: حكايا... ليست للسرد الخميس يونيو 05, 2008 4:56 pm | |
| | |
|